الاثنين، 1 أكتوبر 2012

مجنون ليلى












على غصنٍ يميلُ الغصنُ يأتلفُ

فلا تدري أياءٌ تلكَ أمْ ألفُ

تناغي بعضها الأغصانُ صادحة ً

لكلِّ خميلةٍ في شدوها سلفُ

تباركَ من هدى غصنـًا لشرعته

يسبّحُ باسمِهِ ثمرٌ ، ويعتكفُ

أنا المجنونُ ما لي دونها أربٌ

وما ليلى سوى ليلى التي أصفُ

أحبّ الخطوَ خطوتها وما تدري

بأن الأرضَ أعطافي فتنعطفُ

ترى ولهي لمقدِمِها يسابقني

ويسبقني دبيبُ القلبِ يرتجفُ

فلا ترنو بلحظٍ لا ، ولا تدنو

وكلي نحوها يهفو ، فتختلفُ

وما أدري أنبلـغُها بذا خجلٍ

ولو بُحنا فإن البوحَ ينصرفُ

لعمري لوْ دنا أجلي بقبلتها

لأمهلني على فمِها ، فأرتشفُ



الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

في مديح شجرة الصبار

إسمُكِ جميلٌ يا " ألو فيرا "


بطرفِ سبّابتي أخُط ُفي الهواءِ " ألو فيرا "  ثم ألثمهُ بشفتيَّ وأقول: رُضابُكِ  حلوٌ يا ألو..، ياحيلتي الباقية في أيام ٍتشبه ُ( خضراء َالدمن ) ، مدّي واوك ِ نحوي يا ألو .. ، وطيّبي الخاطرَ ،  قصّي على القلبِ أسرارَ الطمأنينةِ وانزلي على روحي  بقطرةٍ من مائِكِ ، منْ مائِكِ يا فيرا، فلا  يقرُبني القنوط ُ ولا تغويني الغواية
، بل تنالُ السكينة ُمني  كيفما شاءت ،  كيفما  شاءت 
يا فيرا ، وينتصبُ الرضا شاهدا عليَّ  وأنا ممدَّدٌ بين ذراعَيكِ ، شاهدًا على  هدأتي  في البقعةِ الطيبةِ  بين الواو والفاءِ ،  يا حلوة َالرُّضابِ يا " ألو فيرا " .
علي منصور

7-7-2006

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

ورقة مطوية من بقايا ألبوم قديم


إستيقظ ، أيها المحراث

 

 

تذخر الأعماق البعيدة  بالأصوات. أصوات بشر وطيور وحيوانات وكائنات أخرى كثيرة. لا شىء يضيع هنا ، في البئر، سوى أن بعض الأصوات تنام وبعضها يصحو لأسباب لا يفهمها. هاجس إختفاء القرية – حين يلم به – يحدث في البئر دوامات عنيفة، كأنها نوات موسمية ، فتستيقظ أصوات من سباتها وتسري في البدن رعدات خفيفة متتابعة. هسيس ونقيق وخوار وحفيف.  صياح وهديل وعسعسة ونباح. ثغاء وولولة  ونقنقة ونعيق. خرير ومواء وصمت وشخير. ديكة وأبقار ونعاج وضفادع. غربان ومواليد. إدبار نهار وإقبال ليل. عفاريت وجان ومضاجعات. حنق وتربص وإضمار شر. شياطين صغار ومردة. تسابيح وصلوات وخطو وئيد في العتمة. نبض البرية أم دقات الساعة. الأجرام تجري ولا تلهث. تحويمات النحل على عناقيد العنب وحى مستمر. ذيل الحمارة لا يتعب من مطاردة الذباب. مغمض العينين يلقم ضرع أمه وهى تنقل قدميها في السبخ. شخبة اللبن في الإناء من بين فرث ودم. كشفرة الموسى تترك حواف أوراق عيدان الذرة أثارها في الظهيرة على الرقبة. صهد الظهيرة واقف عند أبواب ظلال شجرة الجميزة العجوز. زبد الماء المتدفق من فوهة ( البدالة ) على الركبتين العاريتين يقص على الحصى في القاع حياة التعب. أبي يصحبني ( للميضة ) حيث وضوء المغرب. جدتي ( زُهرة ) تخض اللبن وأنا والجرو ننظر إليها. جدي يرسل أخي للجيران بكيزان الذرة الخضراء مع ( من عم إمام ). خالي سيد (توأم صوت الشبخ عبد الباسط ) يجود علينا ب ( الحاقة ) بعد إلحاح  طويل . تكعيبة العنب همست له مع جدتي   ( زُهرة ) :  خلاص بقى ياسيد ، ما تكسفهومش !!  جمل وكلب وحمارة شكلتهم أصابعنا من الطين وتركناهم هناك تحت وطأة الشمس. آه يا أصابع الصبى التي كانت ( تنغبش ) في الجدار وتشد قشة ( التبن ) من الطوب اللبن. لست وحدى الآن أمسح الدمعة التي ترجو: لا تضيعي أيتها القرية !!  المحراث أيضا – هناك في الركن – يجتر ذكرياته مع أسراب أبي قردان.

 

 

 

علي منصور

قصيدة اليوم

                                                                      قمرٌ فضيٌّ حَزينْ








رأيتُ الديمقراطية َفي المنام ِ، بيضاءَ البشرةِ ، وشعرُها حرٌّ على كتفيها العاريتين ، كان ظهرُها لي ، مع هذا كنتُ أسمعُها بوضوح ـ في لكنتِها الإنجليزيةِ ـ وانتظرتُ حتى تستديرَ إلا أنها لم تفعلْ ، ولا أنا فكرتُ في الذهابِ إلى الجهةِ التي كانت تطِلُّ عليها حيث ُالملايين من المراهقين مسحورونَ بصوتِها ، لم تكن تغنـّي ولاترقصُ ، فقط تتكلمُ ، وابتسامتـُها ساحرة ٌللغاية ـ هكذا خمّنتُ ـ ذلك أن أطفالا كثيرين راحوا يقتربون منها ويمسكون بطرفِ ثوبـِها الأبيضِ فتعبثُ في شعرهم بأصابعها النحيلة ، حسدتُ الأطفالَ وبلعتُ ريقي فاستيقظتُ ، ولم يكن ِالفيلمُ الأجنبيُّ قد انتهى بعدُ ، إلا أن البطلة َـ بشعرها الحرِّ ـ ذكرتني بالحلم من جديد ، وقد كانت ابتسامتها ساحرة هي َالأخرى، وكتفاها عاريتين أيضا ، لكنها لما انطلقت وصديقـُها في نزهةٍ لم تعبثْ في شعر طفلتِها بأصابعِها النحيلةِ ، الأمرُ الذي نبَّهَني إلى أنَّ البطلة َـ التي نسِيَت أن تغلقَ النافذة َـ ليست هيَ الديمقراطية ، ولمّا كانتِ السماءُ صافية َالزرقةِ ـ من فتحةِ النافذةِ ـ راحتِ الطفلة ُ تتأمَّلـُها بنهم ٍ حتى طارت إليها ، في الطريق إلى السماءِ تحوَّلتِ الطفلة ُإلى فراشةٍ بيضاءَ ، ولمّا وصلتْ إليها كانت قمرًا ، قمرًا فضيـًّا حزينـًا ، يطلُّ على العشبِ والجبال والضحايا المسلمين !!


                                                                                                                                           علي منصور